recent
أخبار ساخنة

تحويل الروابط - باب العلم شروحات تعليميه

من خلال المنهج النبوي الذي يوجهنا دائماً إلى طريق الخير والصلاح، والسعادة والفلاح، علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة لا تقتصر على بذل وإنفاق المال فحسْب، بل تتعداها إلى الكثير من الأمور التي يقدر على فعلها الغني والفقير، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها وحث عليها حتى يرسخ المَودَّةِ والحب والإخاء والتَّكافُل بينَ أفراد المجتمع، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (كلُّ معروفٍ صدقة)

 رواه البخاري. وفي رواية عند الطبراني: (كلُّ مَعْرُوفٍ صَنَعْتَهُ إلى غَنِيٍّ أوْ فقيرٍ فهو صدقة).

قال الماوردي: "المعروف نوعان: قول، وعمل، فالقول: طيب الكلام وحسن البِشْر، والتودد بجميل القول، والباعث عليه حسن الخُلق ورقة الطبع، والعمل: بذل الجاه، والإسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة، والباعث عليه حب الخير للناس وإيثار الصلاح لهم، وهذه الأمور تعود بنفعين نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذِكْر، ونفع على المُعَان بها في التخفيف والمساعدة فلذلك سماه هنا صدقة".

 وقال ابن بطال: "والمعروف مندوب إليه، ودل هذا الحديث أن فعل المعروف صدقة عند الله يثيب المؤمن عليه ويجازيه به، وإن قلَّ لعموم قوله: (كلُّ معروفٍ صدقة)، سواء قُدِّم المعروف لغني أو لفقير، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ مَعْرُوفٍ تَصْنعه إلى غنِيٍّ وفقِيرٍ فهُوَ صدقة)". 

وفي كتاب "منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم": "(كل معروف) أي: عُرِف في الشّرع بأنّه قُرْبَة، من قول أو فعل، (صدقة) أي: كلّ ما يفعل من أعمال البرّ والخير فثوابه كثواب من تصدّق بالمال، وسُمِّيَت صدقة، لأنّها من تصديق الوعد بنفع الطّاعة عاجلا وثوابها آجلا. وفيه إشارة إلى أنّ الصّدقة لا تنحصر في المحسوس، فلا تختصّ بأهل اليسار مثلا، بل كلّ أحد يمكنه فعلها غالبا بلا مشقّة".

تعليقات

محمود سلامه

google-playkhamsatmostaqltradent